الجمعة، 21 يناير 2011

Google Share Button : Page Tools - مساعدة Google Chrome

Google Share Button : Page Tools - مساعدة Google Chrome سيدي القاضي، الحق كل الحق لزوجى، أتنازل عن كل حقوقي.. لست الأم الأمينة علي طفلتها، بإرادتي هويت إلي السقوط، بإرادتي تحولت من ملاك الرحمة، إلي راقصة. وقد حكمت المحكمة بضم حضانة الطفلة "يارا" إلي والدها، بعد أن تبين للمحكمة أن والدتها غير أمينة عليها، وتطليق نورا من زوجها محمود، رفعت الجلسة. حكاية عمرها سبعة عشر عاما، انتهت في لمح البصر، ورحلت سنوات العشرة والذكريات الجميلة والأحلام إلي ما لانهاية، مرارة العلقم سكنت الحناجر، ومصير مجهول بات ينتظر الصغيرة بنت الطبيبة الراقصة، شريط محفوف بالذكريات مر من أمام عين الزوج المخدوع الذى وقف أمام المحكمة يتذكر يوم رآها لأول مرة داخل كلية الطب بجامعة المنصورة. كان اليوم الأخير في امتحان السنة الثانية في كلية الهندسة، وبصوت مكسور قال: توجهت إلي صديقي منذ الطفولة في كلية الطب حتى نستقل القطار المتجه إلي بلدتنا معا، معه كان يحلو الكلام، وكثيرا ما حلمنا وخططنا ورسمنا المستقبل. ولم يدر بخلدي أن شقائي سيكون علي أعتاب الكلية التي يدرس فيها، شاهدته يقف وسط مجموعة من زملائه وزميلاته.. لم أشاهد سواها، سكنت قلبي من أول نظرة، فإن لها وجها ملائكيا كالبدر، وقواما ممشوقا، قصائد الغزل تعجز عن وصف جمالها، تسمرت خطواتي أمامها، انحشرت الكلمات فى حلقى، وأخذتني الأمنية إلي نهاية العالم، رفعت يدي إلي السماء حتى الدعاء عجز لساني عن نطقه، وكأن كل حواسى توقفت وأصابها الشلل أمام تلك "الحورية". جذبني صديقي من يدي وانصرفنا وأنا مثل طفل يكاد يتعلم المشي، أخطو خطوة وأقف لألتفت إليها، حتى ملأت كياني ووجداني .. بعدها لم أفارق كلية الطب، كنت أضرب تعظيم سلام لكل ما هو أبيض، وأنحني إجلالا وتعظيما لكل ما يشبه المشرط، بدأت بذور الأمل تنمو داخلي بعد أن لاحظتها تراقبني من بعيد وتسأل عني صديقي، ذابت الحواجز بيننا وتقطعت خيوط الطول والعرض، وشيئا فشيئا تقاربنا، وكدت أفقد عقلي بعد عامين، عندما أخبرتنى بأنها تبادلني نفس الشعور. طلبتها للزواج ووافقت، أسرعت كالمجنون لوالدي وجمعت الصفوة من عائلتي وتقدمت لأسرتها، فوجئت بعائلتي الصغيرة ترفضها، أسرتها متحررة، لبسها خليع، هي صحيح جميلة، لكنها دلوعة جداً!.. حتى طريقة مشيتها كأنها بترقص. وقفت أمام أهلي، عملت زى العيال وقولت ها تجوزها أو أموت نفسي. وعلي مضض وافقت أسرتي، ودفع والدي كل الأخضر واليابس، وأسس لها شقة فاخرة بمدينة المنصورة. وتم الزفاف، وبعدها أثقلتني بطلباتها التي لا تنتهي، من أين وأنا مهندس بإحدي الشركات وراتبي لا يتعدى ثلاثة آلاف جنيه، وطلباتها تتجاوز خمسة آلاف جنيه، بارفانات عالمية وملابس ماركات، وأكل جاهز.. وكأن الطبيبة ما بتطبخش، ما بتنظفش، تأكل وتشرب وتتفسح وبس. كانت بداية القصيدة كفرا.. "ما قدرتش أشتكي لأهلي لأني ها سمع منهم ما لا يسر عدوا أو حبيبا.. حذروني ونبهوني وخاصموني وقاطعوني، ولكن كنت كالثور الهائج، وكنت مجنون "نورا" بالفعل، تعبت من الشغل ليلا ونهارا ومش قادر علي طلباتها، استلفت من كل الناس وتراكمت الديون كالهموم، قررت أشد الرحال لبلاد الله". بمعاناة شديدة حصلت علي عقد عمل بدولة عربية، وأمام بريق المال وإغراء الراتب الشهري العال تركت أسرتي وزوجتي وطفلتنا الوحيدة، وذهبت إلي الغربة جمعت الأموال، وكلما وفرت مبلغا أرسلته إليها لسد الديون المتراكمة، وبعد سداد الديون تلقيت قائمة بالطلبات من أهمها، تغير الشقة والأثاث والسيارة، وأشياء كثيرة تجعلنى أعيش عمري كله في بلاد الله، علشان أرضيها. اشتغلت في أكثر من وظيفة وكان عدد ساعات نومي في اليوم ثلاث ساعات علي الأكثر، تعبت من الشغل والغربة، وطلبت منها أكثر من مرة تؤنس وحدتي، رفضت لأنها لا تستطيع فراق ست الحبايب، ومستحيل يمر يوم من غير ما تشوف بابا، لكن إزاي تسافر ؟، طب الشلة والنادي!!، كل ده هيروح فين لما تسافر؟، صبرت، وقولت لازم أدفع ثمن غلطتى، وتحولت إلي بنك بالنسبة لزوجتي، أجمع فلوسا وأرسلها، ومسموح لي بزيارة مصر مرة واحدة في السنة، وشهر واحد كفايا. وبعدها أسافر وأربط عيني وأشد الساقية كالثور لجمع الفلوس بس، استمرت تلك الحال لمدة ستة أعوام، حتى جاءت القشة التي قصمتني عندما تلقيت مكالمة تليفونية من شقيقي يطلب مني العودة فورا لأن ابنتي في خطر، اعتقدت أنها تعرضت لحادث سيارة، أو أصيبت بمرض خطير، ولم يدر بخلدي أنها تعرضت لما هو أسوأ من ذلك. حجزت علي أول طائرة متجهة إلي مصر وطرقت باب شقتي دون مجيب.. وحاولت استخدام المفتاح الخاص بي دون جدوى، وقد اتصلت بزوجتي لم ترد، سكن الرعب صدري، وتيقنت أن ابنتي وزوجتي في خطر. أسرعت إلي شقة شقيقي بمدينة ، وكالمجنون سألته عن ابنتي وزوجتي، هل ماتت ابنتي؟ أين هي ؟ وماذا حدث لها؟، وكادت أصوات صراخي تفتك بقلبي، وفوجئت به في هدوء يقدم لي مظروفا، وطلب مني أن أفتحه، وارتعدت يدي، هل بداخل المظروف شهادة وفاة نجلتي؟، وكلما حاولت فتح المظروف وقع من يدي، وفتحت المظروف وشاهدت ما لا يصدقه عقل وما هو أفظع من الموت بكثير. شاهدت زوجتي فى صور بملابس الرقص وهي تتمايل بين المعجبين وأمامها طفلتي ترتدي هي الأخرى بدلة رقص، وتقف على إحدى الترابيزات "وتقلد أمها!". كدت أفقد عقلي، لابد أن تكون زوجتي أصابها الجنون!.. هل هذا المشهد كان في أحد أفراح أقاربها؟، ولماذا ترتدي بدلة الرقص هي وصغيرتها؟، ولم يدر بخلدي ما حدث وفجر لي شقيقي الكارثة أن الطبيبة المحترمة تركت مهنة الطب، وتفرغت للرقص، فكان حلمها أن تصبح راقصة، وها هو الحلم قد تحقق .. ولكن لترحل هي إلي حال سبيلها، ولكن ما ذنب صغيرتي؟ يا للعار الذي جلبته لنفسي وعائلتي، لطخت سمعة عائلتي في الطين، وأغرقت رءوسهم في بحور الفضيحة. حفيدة الأستاذ علي ستصبح راقصة، وزوجة ابنه المدلل راقصة، الموت أهون على مما حدث.. ثم أسرعت كالمجنون لأسرتها وأنا أحمل بين يدي شهادة وفاة ابنتهم، وقف أمامي والدها كلوح الثلج، كأن الرجولة ولت عنه منذ سنوات، وابتسامة صفراء ارتسمت لي من وجهه العليل، وبادرني قائلا: أصبر شوية يا ابنى ما هو الرقص فن راق، مالها فلانة وعلانة، لم أتمالك نفسى وطرحته علي الأرض ولقنته درسا لن ينساه، وتركته وكملت علي زوجته بنت الحسب والنسب، هي كمان بتعشق الرقص والفرفشة، وبتقول إنها من عائلة أرستقراطية. سألت عن الزوجة المصون فلقيتها في الكباريه، عقلي طار لما شوفتها، خلعت ملابسي وسترت بنتي وغطيت جسمها.. وجريت علي الشارع وأخذتها فى حضنى. سمعت كلام يهد جبالا، وثاني يوم رفعت دعوى فى المحكمة، وها أنا أمامك سيادة القاضي، أٌقف بين أيديكم وأطلب القصاص العادل من زوجتى الراقصة أو الطبيبة سابقا. وقد حكمت المحكمة بالطلاق وضم حضانة "يارا" لأبيها.

ليست هناك تعليقات: